الرقم: 97، التاريخ: 14 مارس/آذار 2021، بيان صحفي حول ذكرى السنوية العاشرة للنزاع السوري

شهد العقد لأخير، الذي قابلت فيه قوات النظام بالقمع والعنف التظاهرات السلمية التي أطلقها الشعب السوري للمطالبة بالديمقراطية والعدالة والحقوق والحرية، مقتل نصف مليون من المدنيين الأبرياء وتشريد نصف الشعب السوري والآلام الذي ستشعر بآثاره أجيال قادمة. يحتاج اليوم 13.4 مليون سوري في البلاد إلى مساعدات إنسانية، و2.4 مليون طفل يفتقرون إلى التعليم، و5.9 مليون شخص بلا مأوى. وأدى تفشي كوفيد- 19 إلى زيادة تضرر المدنيين.

نحيي الشعب السوري الذي لم يتنازل عن نضاله من أجل الحقوق والحرية حتى في ظل هذه الظروف، راجين من الله تعالى أن يتغمد برحمته أشقاءنا الذين فقدوا أرواحهم. ونجدد تصميم تركيا دولةً وشعباً على التضامن مع أشقائها السوريين.

تولي تركيا أهمية كبيرة لحماية وحدة الكيان السياسي لسوريا وسلامة أراضيها، وستواصل جهودها الفعالة، كما كانت الحال حتى اليوم، في الميدان وعلى الطاولة للحفاظ على الهدنة وتوفيرعودة اللاجئين الأمنة والطوعية وإيجاد حل دائم يكون على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وتحت رعاية أممية، وفي نهاية مطاف مرحلة سياسية يتبناها ويعززها السوريون.

وفي الوقت نفسه ستواصل تركيا بعزم مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً وجودياً على وحدة الأراضي السورية والأمن القومي التركي، وفي مقدمتها تنظيمي "داعش" و" بي كا كا /ي ب ك " الإرهابيين. ولن يتم التسامح مع المساعي الرامية لإضفاء الشرعية على الأجندات الانفصالية للمنظمات الإرهابية.

تركيا التي تتبع منذ التاريخ مفهوم إغاثة الملهوف، تستضيف على أراضيها 3.7 مليون شخص من أشقائنا السوريين، وتتولى دوراً رائداً في تلبية احتياجاتهم الملحة. وبهذه المناسبة، نجدد بشدة دعوتنا للمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، للوفاء بواجباته ومسؤولياته لإيجاد حل سياسي دائم للصراع السوري، وتقديم المساعدة للاجئين وللدول المجاورة التي تستضيفهم، وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية ومكافحة الإرهاب.

ستواصل تركيا التضامن مع الشعب السوري وممثليه الشرعيين لتحقيق هذه الأهداف.