تتمتع تركيا بعلاقات عميقة الجذور مع الشعب الليبي تعود إلى قرون مضت. اكتسبت
العلاقات التي بدأت بين الشعبين التركي والليبي خلال الفترة العثمانية زخما
مرة أخرى مع العلاقات الدبلوماسية التي أقيمت بعد الاعتراف الفوري بالدولة
الليبية التي أنشأتها تركيا في 24 ديسمبر/ أيلول 1951. وتولى أول سفير تركي في
ليبيا، جلال كاراسابان، منصبه بتاريخ 4 سبتمبر/ أيلول 1953.
اعترفت تركيا بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره "الممثل الوحيد للشعب الليبي"
في أعقاب ثورة 17 فبراير/ شباط 2011. بعد دخول طرابلس تحت السيطرة الكاملة
للمجلس الوطني الانتقالي، أصبحت أول دولة تعين سفيرا لها في طرابلس في 2
سبتمبر/ أيلول 2011. ومع ذلك، وبسبب تدهور الوضع الأمني في ليبيا في عام 2014،
علقت قنصليتنا العامة في بنغازي أنشطتها مؤقتا في 14 يونيو/ حزيران 2014
وسفارتنا في طرابلس في 25 يوليو/ تموز 2014. استأنفت سفارتنا في طرابلس
أنشطتها في طرابلس في يناير/ كانون الثاني 2017. من ناحية أخرى، تواصل
قنصليتنا العامة في مصراتة أنشطتها دون انقطاع منذ مارس/ آذار 2013، عندما تم
افتتاحها.
لقد دعمت بلادنا عملية الحوار التي ظهرت في ليبيا منذ نهاية عام 2014. تم
التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي، الذي تم الانتهاء منه في نهاية هذه
العملية، في ديسمبر/ كانون الأول 2015 في حفل حضره معالي وزير الخارجية السيد
مولود تشاووش أوغلو. وتولى المجلس الرئاسي (المملكة المتحدة)، الذي أنشئ بموجب
الاتفاق الذي ينص على فترة انتقالية مدتها سنتان، منصبه في مارس/آذار 2016.
وتم الاعتراف بالمجلس الرئاسي باعتباره الهيئة التنفيذية الشرعية الوحيدة في
البلاد بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2259. وكانت تركيا أول
دولة تزور المجلس الرئاسي في مقره.
يتم تطوير علاقاتنا مع ليبيا في جميع المجالات الممكنة على أساس المنفعة
المتبادلة والمساهمة في إحلال السلام الدائم والاستقرار والأمن في ليبيا. وفي
هذا السياق، تم توقيع مذكرتي التفاهم بشأن "ترسيم حدود مناطق الولاية البحرية
في البحر الأبيض المتوسط" و"التعاون الأمني والعسكري" مع حكومة الوفاق الوطني
في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.
كما يدعم بلدنا بنشاط الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للمشكلة في ليبيا تحت
قيادة الأمم المتحدة ومن خلال الحوار بين الليبيين. وفي هذا السياق، شارك
السيد الرئيس في 19 يناير/ كانون الثاني 2020 في مؤتمر برلين الذي نظم لإيجاد
حل سياسي للأزمة الليبية وحضرته العديد من الدول.